آلاف، ملايين، بلايين، ترليونات من القطط

السلام عليكم اخوان

 قصة عن نتائج الغرور

ملايين من القطط
للكاتبة والرسامة الأمريكية: وانداغاغ

رسوم: ثيليين حمود  

         كان يا ما كان في قديم الزمان رجل عجوز جدا وامرأة عجوز جدا. كانا يعيشان في بيت جميل ونظيف، تحيط به الأزهار من كل جانب ما عدا مكان الباب. لكنهما لم يكونا سعيدين لأنهما كانا يشعران بالوحدة. تنهدت العجوز وقالت:
          - آه لو كان عندي قطة صغيرة فقط".
          - "قطة؟ " سأل الرجل العجوز جدا.
          - "نعم قطة صغيرة جميلة لها فرو كثيف". قالت المرأة العجوز جدا.
          - "سأجلب لك قطة يا عزيزتي". قال الرجل العجوز جدا. خرج الرجل ليبحث عن قطة. تسلق التلال المشمسة، ونزل إلى الوديان الباردة، ومشى طويلا جدا إلى أن وصل إلى تلة كانت كلها مغطاة بالقطط. قطط هنا، قطط هناك، قطط كبيرة، قطط صغيرة في كل مكان، مئات القطط، آلاف القطط، ملايين القطط، بلايين القطط، ترليونات القطط.
          - "آه"
          - صرخ الرجل العجوز جدا
          - "الآن أستطيع أن أختار أجمل قطة وآخذها معي إلى البيت". اختار قطة وكانت بيضاء، وفيما كان على وشك العودة، رأى قطة ثانية سوداء وبيضاء بجمال الأولى، فأخذها أيضا. ثم رأى قطة صغيرة لها فرو رمادي كثيف، وكانت بجمال القطتين تماما، لذا أخذها أيضا. ثم رأى واحدة في الزاوية كانت أجمل من أن يتركها، فأخذها معه أيضا. بعد ذلك وجد الرجل العجوز جدا بقربه قطة سوداء صغيرة وكانت جدا. "من العار أن أترك هذه القطة". قال العجوز ذلك تشبه النمر الصغير فقال:
          - في الحقيقة يجب أن آخذها". والذي حصل، أنه كلما رفع نظره، كان يرى قطة جميلة، فلا يستطيع أن يتركها، واختار كل القطط دون أن يدري.  
         عاد الرجل العجوز جدا إلى بيته قاطعا التلال المشمسة والوديان الباردة، ومعه كل القطط ليريها للمرأة العجوز جدا، وكان مضحكا كثيراً رؤية فئات، آلاف، ملايين، بلايين، ترليونات القطط تلحق به.
         عندما وصلوا إلى بركة فيها الكثير من الماء صرخت القطط:
          - "مياو مياو. نريد أن نشرب".
          - "حسنا" قال الرجل العجوز جدا. "هذا ماء كثير". كل قطة شربت القليل من الماء، فانتهت البركة.
          - "مياو مياو نريد أن نأكل" . قالت مئات، آلاف، ملايين، بلايين، ترليونات القطط.
          - "هناك الكثير من العشب على التلال". قال الرجل العجوز جدا. كل قطة أكلت لقمة واحدة فانتهى العشب كله. عندما رأتهم المرأة العجوز جدا قادمين صرخت قائلة:
          - "يا عزيزي. ماذا تفعل؟ طلبت قطة صغيرة واحدة، وما أرى؟ قطط هنا ، قطط هناك، قطط كبيرة، قطط صغيرة في كل مكان. مئات، آلاف، ملايين، بلايين، ترليونات القطط. لن نستطيع أبدا أن نطعمها كلها وستأكلنا خارج بيتنا".
          - " لم أفكر بذلك". قال الرجل العجوز جدا. "ماذا سنفعل؟" فكرت المرأة العجوز جدا قليلا ثم قالت:
          - "الآن عرفت. سندع القطط تقرر بنفسها، بأي واحدة منها سنحتفظ".
          - "نعم سنفعل ذلك" . قال الرجل العجوز جدا. نادى القطط وسألها:
          - "أي واحدة منكم هي الأجمل؟".
          - "أنا".
          - "لا أنا".
          - "لا لا أنا الأجمل أنا".
          - "لا أنا أنا أنا. صرخت مئات، آلاف، ملايين، بلايين، ترليونات القطط. لأن كل واحدة ظنت أنها الأجمل، وبدأت تتعارك
          - عضت وخمشت وغرزت مخالبها في بعضها البعض وأصدرت أصواتا عالية كثيرا، وجعلت الرجل العجوز جدا والمرأة العجوز يركضان بسرعة إلى داخل البيت. بعد فترة توقفت الأصوات. نظر العجوزان من النافذة ليريا ما حصل، فلم يجدا أية قطة.
          - "أظن بأن القطط قد أكلت بعضها بعضا. قالت المرأة العجوز جدا. "هذا شيء مؤسف جدا".
          - "لكن انظري!". قال الرجل العجوز جدا، وأشار إلى مجموعة أعشاب طويلة جلست بداخلها قطة صغيرة خائفة. خرجا والتقطاها. كانت هزيلة وعظامها نافرة.
          - "يا للقطة المسكينة". قالت المرأة العجوز جدا.
          - عزيزتي القطة الصغيرة، كيف لم تأكلك مئات، آلاف، ملايين، بلايين، ترليونات القطط؟ " سألها الرجل العجوز جدا.
          - "أوه. إنني فقط قطة عادية وبسيطة". قالت القطة. "لذا عندما سألتنا من منا هي الأجمل؟ لم أقل شيئا، ولهذا لم يأبه أحد بي". أخذا القطة الصغيرة إلى البيت حيث أعطتها المرأة العجوز جدا حماما دافئا، ومشطت فروها بفرشاة إلى أن صار ناعما ولماعا. كل يوم كانا يقدمان لها الكثير من الحليب، وفي وقت قصير كبرت وصارت ممتلئة الجسم.
          - "إنها قطة جميلة جدا". قالت المرأة العجوز جدا.
          - "إنها أجمل قطة في العالم". قال الرجل العجوز جدا. أنا متأكد من ذلك لأننى قد رأيت مئات. آلاف، ملايين، بلايين، ترليونات القطط ولم تكن أي منها بجمال هذه القطة.  

انتهت